أبويا قاللى لو محطتيش إيديكى فى الكهرباء وموتى نفسك أنا اللى هموتك..!”..هكذا تعترف آية التى تحولت منذ أيام قليلة من فتاة بسيطة مليئة بالحياة، إلى جسد تعجز عن حصر الحروق التى طالته نتيجة القسوة المفرطة وانعدام الإنسانية.
“آية.م.ح” 17 سنة ، تخشى حتى أن تذهب لقسم الشرطة للإبلاغ عما تعرضت له، تروى تفاصيلا مريعة من اليوميات الوحشية التى تعيشها، حيث تعرضت لاعتداءات لفظية وجسدية متكررة من أقرب الناس إليها..والدها الذى يفترض به حمايتها، فضل أن يكون هو كابوسها المستمر..”دخل على البيت لقينى واقفة مع واحدة صحبتى فضربنى بحديدة ودخلنى جوة الشقة وفضل بضرب فيا”..هكذا ببساطة تعامل الأب مع ما اعتبره مخالفة من ابنته لأوامره.
لم تستطع أن تكون سببا فى عقاب والدها، قائلة : “عشان ميموتنيش لو اتحبس بسببى” و تبرر ذلك بتذكرها لذروة المأساة:” تمسكى سلك الكهربا وأرجع من برة ألاقيكى ميتة..دخلت الأوضة لقيت جركن جاز رشيته على جسمى وولعت فى نفسى، شعرى شاط ووشى اتحرق لحد ما دخلت مرات عمى وأنقذتنى لما شمت ريحة الشياط”.
زوجة العم أيضا لديها رصيد كاف من الخوف جعلها لا تجرؤ على الذهاب بها إلى مستشفى لإنقاذها خوفا من أن تقوم إدارة المستشفى باستدعاء قسم الشرطة للمعاينة وإثبات الواقعة فى محضر، فلجأت لعيادة خاصة متواضعة قريبة من منزلها..”لما اتصلوا بأبويا وقالوله بنتك اتحرقت ومحتاجين فلوس عشان تتعالج، قالوهم مش عايزها ارموها فى الشارع”.
تتذكر آية أيضا حلقات قديمة من مسلسل القسوة الذى يعرضه أبوها يوميا فى المنزل، بدءا من الضرب دون أسباب وانتهاء بالتعذيب السادى بأنواعه لأتفه الأسباب وتستكمل:” كان بيربطنى من إيديا ويعلقنى فى سقف الأوضة ، وكان بيكتفنى من دراعاتى من غير سبب، ومرة عورنى فى بطنى بالموس”.
“آية” يتيمة تلتفت يوميا لتجد نفسها بدون أم تلجأ إليها حينما يكون الأب بلا قلب، لكن ذكر أمها ايضا يثير لديها ما لا تطيقه من مخاوف” امى زمان برضه ولعت ف نفسها بعد ما خافت منه” ..هكذا تصف آخر ما تتذكره عنها.
مأساة آية خارج نطاق العقل، كما انها خارج أى حسابات قانونية، فلا شىء لدينا سوى شهادتها الموثقة بالصوت والصورة، هى حالة إنسانية تستحق الإهتمام لأن عودتها لأبيها تعنى خروجها من دائرة الأحياء ، فعلى لسانها تقول” لو شفته هأقوله حسبى الله ونعم الوكيل فيك..ده مش إنسان ده شيطان”.