الحب مش دايما بيعيش والظروف مابتنتهيش
================================================================================
هو وهي".. خرج أحدهما من ضلع الآخر، فهم في الأصل شريكان في طريق مالهوش آخر، ولكنهما رغم كل ما سلف لا يكفان عن التناحر.. ناقر ونقير.. ثنائي بحق مفزع وخطير.
"هو وهي".. طرفا المعادلة الثنائية، معادلة لا حل لها، وإجابتها دائما غير منطقية، وشعارهما دائما: "نعم للخناق ولا للاتفاق"!!
عشان كده قررنا نطرح حلول لمشاكلهم المستعصية، حتى تصبح الحياة مية مية، كل أسبوع مشكلة وحلها بكل وضوح، من غير ما "هي" كرامتها تتهان، ولا "هو" يحس إنه مجروح.
================================================================================
من منا لم يشاهد فيلم "حبيبي دائما"؟!! ويتعاطف مع قصة الحب التي جمعت بين نور الشريف وبوسي، والتي قاربت الأساطير والخيال من قصص الحب في الآداب والروايات و"روميو وجوليت" و"قيس وليلى" و"عنتر وعبلة"؛ لكن اليوم سنتحدث عن قصة حب أخرى في الفيلم.. حب حقيقي من طرف يعرف معنى الحب وتنازلاته وتضحياته لطرف يعتبر هذا الحب ملئ فراغ وسد خانة تعوض غياب حبه الأول.
تدور الأحداث حول قصة حب بين نور الشريف أو إبراهيم الطبيب المبتدئ، وبوسي أو فريدة بنت الحسب والنسب؛ ولكن كالعادة الخلاف بين الأهل حول الزيجة لفارق المستوى الاجتماعي والمادي؛ لكن هناك قصة حب أخرى في الفيلم دارت بين طرفها الأول سوسن بدر أو فاطمة وإبراهيم.. هي موضوعنا اليوم..
فاطمة الطبيبة الشابة المبتدئة تقع في غرام إبراهيم الطبيب المبتدئ الذي يعيش أحلى قصة حب مع فريدة التي أجبرها أهلها على الزواج من ثري مصري يعيش في الخارج.
فاطمة تحب إبراهيم حبا جما، وتنتظره مهما طال الزمن، وتتقبله في جميع الأشكال وتحت كل الظروف.. فالحب بالنسبة لها هو التضحية والوفاء؛ حتى لو كان من طرف واحد.
هيفضل على طول شاغلني حتى لو مش حاببني
فاطمة تنتظر عودة إبراهيم؛ بعدما تركته حبيبته، وأجبرها أهلها على الزواج من شخص ثري وذي نفوذ.
فاطمة تعتقد أن حبها المسلوب عاد إليها؛ فقد حان الوقت لتعبر عن مشاعرها دون خوف أو أسى، فالطريق أصبح ممهدا لقلب الحبيب؛ بعدما وقفت الظروف في طريقه.
فاطمة تقابل الحبيب وتخرج معه، وقد اتفقا على كل التفاصيل؛ لكن دائما ما "تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن"؛ تظهر فريدة حبيبة إبراهيم الأولى مرة أخرى في حياته عائدة من تجربة مريرة تحتاج إلى حبها الأول، والذي أصبح من كبار الأطباء في البلد.
بشكل أو بآخر تختفي فاطمة من الأحداث دون تسليط الضوء عليها؛ وذلك بمجرد ظهور فريدة -حبيبة إبراهيم الأولى- في الأحداث مرة أخرى.
لذا فقد قررت أن أعرف ردّ فعل فاطمة تجاه إبراهيم.. وهل اختفى حبه في قلبها؟!!
لو أي حد منا مكان فاطمة؛ لكان أصيب بحيرة شديدة لذا فهناك احتمالان..
حب المنتهي = فاي
في الماضي ليس بالبعيد كنا ندرس في الرياضيات كلمة فاي بمعنى إلى مالا نهاية، و"حب المنتهي = فاي" هو حب إلى ما لا نهاية.. بمعنى أن تظل فاطمة حبيسة حبها، وتعيش المنتهى..
منتهى التضحية..
منتهى الوفاء..
منتهى الإخلاص..
لكن هل حب المنتهي يصلح في هذه الحالة؟؟ هل تظل فاطمة تحب شخصا أصبح لغيرها؟؟ أم تقرر أن تخوض تجربة أخرى وتبحث عن حب بديل وحياة جديدة؟!! فقد ضاع حلمها بالعيش مع حبيبها الذي أحبته هي وكان دوما هو وقلبه مع حبيبته الأولى.
هل هاقدر أنسى حبي الأول؟
هل هاقدر أنسى حبي الأول؟
حبها دايما في خيالي وجوازها من غيري صادمني
ده مثل بيمشي عليه ناس كتير، ويمكن بطلنا إبراهيم لجأ له عندما فرقت الظروف بينه وبين حبيبته فريدة؛ فظهرت فاطمة التي تحبه، وبدأ يقترب منها في محاولة لنسيان الحب الأول، سائرا على مبدأ "خد اللي يحبك وماتخدش اللي أنت بتحبها"؛ لكن الظروف تغيرت مرة أخرى وأصبحت فاطمة في موضع الاختيار؛ هل تسير على نفس المبدأ، وتعرف من يحبها، وتحاول أن تقترب منه على المبدأ نفسه "خدي اللي يحبك"؟؟ أم تحيا على ذكرى حبها الأول؟!!
الحب الأول مابيتنسيش.. بس أنا قررت أعيش
يمكن المثال الماضي هو المثال الشائع والمنتشر بين الشباب والبنات بالذات في تجربة الحب الأول؛ يعني تحب بنت والظروف تبقى صعبة، وتلاقي بنت تاني تكون بتحبك ومستعدة تضحي وتقف جانبك، أو ظروفكم على الأقل متشابهة، والعكس بالنسبة للبنات.
الحب الأول دايما بيكون أحلى حب؛ خاصة لو كان حب خالي من الشوائب والمصالح والشهوات؛ يعني حب للحب.. لكن بما إننا أصبحنا في عصر من يملك يحكم -وده مش كلام في السياسة- يعني لو أنت جاهز أو مرتاح ماديا ووالدك تاجر حديد قد الدنيا؛ يبقى كده تقدر تختار شريكة حياتك وأنت مطمن؛ لكن لو مثلك مثل السواد الأعظم من الشباب اللي بيبني نفسه طوبة طوبة؛ يبقى لازم تعرف إن حبك الأول ده محكوم عليه بالفشل؛ خاصة لو البنت من أهل الحسب والنسب، لأن أكيد هيكون فيه مشكلات كبيرة وكتيرة بينكم، وفي الحالة دي هتكون صدمة كبيرة أوي خاصة لو حبيت بجد -أسألني أنا- وتبدأ تدور على حب جديد رغم إنك لم تنسَ القديم؛ ويمكن يظهر في حياتك أكتر من شخص بيحبك ومستعد يضحي معاك وعلشانك؛ لكن يظل في رأسك سؤال وحيد.
هل هاقدر أنسى حبي الأول وهل هاحب الشخص ده قد حبي الأول؟!!
في كل الأحوال لازم ناخد القرار بالابتعاد أو بالاستمرار.. ومش قاعدة طبعا أن الحب الأول لازم يفشل أو ينتهي لكن دلوقتي أحنا بنقدر الأسوأ.
والأسوأ ده أشكال؛ يعني مثلا لو حبك الأول فشل بسبب الظروف والأحوال المادية -وهذا هو الغالب والشائع- يبقى في الحالة دي لازم تقرر إنك تكون أحسن وتجتهد، وده بجد مش تمثيل؛ يعني التصميم والإرادة وإنك تنحت في الصخر يا كبير علشان توصل لحاجة كويسة ومشرفة، ومش شرط تنسى الحب الأول، يمكن يكون لسه في نصيب ترجعوا لبعض تاني، ولو كانت من نصيب حد تاني في الحالة دي لازم تدور على حد مناسب يكون بيحبك، وأنت كمان تقدر تقدم له الحب اللي عندك، والحب الأول هيبقى ذكريات جميلة.. بس أوعى تقع في نفس الخطأ الأولاني؛ يعني لازم تدخل الموضوع وأنت واثق من نفسك ومن قدراتك، ولو لسه مش جاهز أجّل شوية موضوع الارتباط ده.
اللي يبيعك بيعه
الحالة التانية لما طرف من الطرفين ينهي العلاقة؛ لأن فيه حد مناسب ظهر في حياته، أو الأهل اختاروا له شخص آخر، والكلام اللي بيحصل ده.. يعني فيه شخص مناسب وجاهز ماديا واجتماعيا، ومش قادرة أقاوم أهلي؛ في الحالة دي يبقى لا أهلي ولا زمالك حتى، ومن اللحظة دي تقرر إنك تنسى الحب الأول؛ لأنه أكيد مش حب.. وأكيد أكيد هتلاقي الشخص المناسب، واللي هتحبيه ويحبك بجد، وهيبقى ده الحب الأول فعلا.
في النهاية الطريق مفتوح والحب متاح؛ ولكن القلب وما يريد.. المهم إننا نلاقي نفسنا والحب فعلا يحتوينا ويستمر.. طيب تفتكر لو لقيت نفسك في قصة حب مش باين لها نهاية ولا طريق زي فاطمة.. تعمل إيه؟ تفضل تحب برضه ولا..؟!!
تحياتى: عبدالله بطاطا